اصل كلمة بَح و بِح

ذكرنى أستاذى العزيزالشيخ أحمد مهدى الذى درسنى الصرف فى المعهد الأزهرى بقرب انتهاء شهر العسل وضرورة التصرف فى استكمال عادتى فما كان منى إلا أن أنصرف من على "الفيس " وأتصرف فى "البوك " باحثا عن شىء يذكرنى بالانتهاء ، وتذكرت أننى عثرت خلال رحلتى " العسلية " على أصل كلمة "بح" بمعبد كوم امبو ففى أحد جدرانه لوحة تعبر عن كتابة الأرقام بالهيروغليفى من مليون إلى ~ وتعنى "بح " أى انتهاء الأرقام ؛ فعندما تسأل موظف مصرى فى ثانى يوم من قبضة كم تبقى معك من المرتب ؟ فيجيبك دون تفكير: "بح " فنى وانتهى ، وقد دعتنى هذه المعلومة إلى البحث أكثر عندما قلت لزوجتى أثناء زيارتنا لقريتنا فى صعيد مصر هذه "بِحة " ولأنها قاهرية- من البندر- فقد سالتنى يعنى إيه بِحه فأجبتها "بطة " وقلت فى نفسى - آه منكم يابتوع البندر- وشككت بأنها لم تقتنع فشوقتنى - للفحص والمحص والتفحيص - دون أن أقول لها مثلما يقول صاحب همسة عتاب – فوتى علينا بكره ياستى - قائلا لنفسى : إذا كنت قد عرفت بَح الفرعونية فلابد وأن أصل إلى بِحة الصعيدية وقد وجدت ضالتى فى معجم للغة العربية عندما رأيت أن معنى بح صوته – بالضم والفتح - : غلظ وخشن ولذا نقول صوته مبحوح أى مصاب بوعكة سببت له تغير فى صوته وصارت به غلظة وخشونة يكاد لايُفهم ، ودققت البحث فى "الزرايب والمزارع " عن أنواع البط فوجدت أن بط الصعيد ينتمى بعضه الى البط السودانى وهو أكثر الأنواع انتشارا فى الصعيد ويشبه البط المسكوفى لكنه أصغر منه حجما ويربى لإنتاج اللحم ويتميز بوجود زوائد لحمية فى وجهه ويصدر أصواتا مبحوحة ولذلك يسمى بـ(البِح) وجاءت النهاية بعد أن شرعت فى ختام الكتابة عن "البَح والبِح " فترددت وقلت لنفسى "بحبحها شوية" وابحث عن أصل البحبحة ، فعلمت أن بحبح فى الأمر أى توسع فيه والبحبحة تعنى التوسع ومن عادتنا أننا نقول رجل بحبوح أى سخى ويده "فرطه " والأغرب من ذلك أننى وجدت للبحبحة بلدة باسمها تسمى "حاسى بحبح " تقع فى ولاية الجلفة بالجزائر ويبدو أن الحياة عندهم فيها بحبحة "شويه" فقد كان عدد سكانهم فى 98 لايتجاوز 60 ألف ووصل فى 2007 إلى مايزيد عن 160 ألف كما وجدت لها فى السينما فيلما "المعلم بحبح" وفى الصحافة موقعا اخباريا " بحبح إنفو للأخبار " وخشيت أن أتبحبح فى الكتابة فتسألنى زوجتى قبل انتهاء الشهر بأيام ما أفضل شىء فى الرحلة ؟ فأجيبها معرفتى بأصل بح وحزنى على عدم بحبحت الإجازة